استطاع فريق علمي فرنسي أن يكشف للمرة الأولى الحقيقة حول كيفية قيام "ليوناردو دافنشي" برسم المؤثرات البصرية في لوحة "الموناليزا"؛ وخصوصاً تلك الابتسامة الساحرة التي تنفرد بها اللوحة.
العلماء اكتشفوا أن "دافنشي" رسم لوحته بإضافة 40 طبقة من طلاء خفيف تمّ مزجه بأصباغ مختلفة ووضعه العبقري "دافنشي" على اللوحة بأصابعه ليخلق لمحة خفيفة وظلالاً طفيفة حول فم الموناليزا؛ مما أعطاها هذه الابتسامة الملحوظة، والتي تكاد تختفي من على وجهها عند النظر إليها مباشرة.
الفريق العلمي الفرنسي استعان بالأشعة السينية لدراسة اللوحة ومعرفة كيفية وضع طبقات الطلاء والدهان بمستويات متفاوتة بدقة شديدة في منطقة الوجه تحديداً، العلماء لاحظوا عدم وجود أية علامات لفرشاة الرسم؛ ما عزّز من فرضية استخدام "دافنشي" لأنامله في الرسم وتوزيع الطلاء في اللوحة، الفريق العلمي استخدم تقنية حديثة لتصوير الطيف اللوني مكّنَته من دراسة اللوحة بجميع تفاصيلها بدون الحاجة لاقتطاع أية عيّنات يمكن أن تتلف اللوحة.
من المعروف عن "دافنشي" تفضيله لتأثيره الخاص في الرسم المعروف باسم Sfumato -الذي يعتمد على المزج التدريجي للألوان على الرسم لتوصيف الشخصيات بدقة من خلال تحولات الألوان- حيث منحه الفرصة للمزج بين الظلال بطريقة عبقرية سلسة للغاية مع طمس الخطوط والتفاصيل البارزة في نفس الوقت؛ ولكن أسلوب تنفيذ هذا التأثير ظلّ لفترة طويلة سرّا غامضًا استعصى على الخبراء.
الدراسة الفرنسية التي أُجريت على "الموناليزا" أوضحت أن جزءاً آخر من عبقرية "دافنشي" تمثّلت في تجفيف الطلاء؛ حيث استغرق عدة أشهر، وهي العملية التي أوضح الخبراء أن الحصول على تأثيرات بصرية كالتي في "الموناليزا" تستغرق أعواماً كاملة لإنجازها.
وبخلاف لوحة "الموناليزا" قام الباحثون من معامل مركز البحوث وترميم المتاحف في فرنسا ومن معهد "سينكروتورن" بدراسة ستّ لوحات أخرى شهيرة لــ"دافنشي" من بينها "عذراء الصخور"، و"يوحنا المعمدان"، واكتشفوا أن كل طبقة طلاء في تلك اللوحات يبلغ سمكها حوالي 2 ميكرومتر، أي أرفع من شعر رأس الإنسان بحوالي50 مرة.