proud2bmouslima

رسالة.. إلى العقل العربي المسلم 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا رسالة.. إلى العقل العربي المسلم 829894
ادارة المنتدي رسالة.. إلى العقل العربي المسلم 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

proud2bmouslima

رسالة.. إلى العقل العربي المسلم 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا رسالة.. إلى العقل العربي المسلم 829894
ادارة المنتدي رسالة.. إلى العقل العربي المسلم 103798

proud2bmouslima

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

proud2bmouslima


    رسالة.. إلى العقل العربي المسلم

    Moataz
    Moataz
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 318
    نقاط : 11183
    تاريخ التسجيل : 16/08/2010
    العمر : 32

    رسالة.. إلى العقل العربي المسلم Empty رسالة.. إلى العقل العربي المسلم

    مُساهمة من طرف Moataz الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 12:11 am

    نحن أمام كتاب من نوع السهل الممتنع، كتاب إذا قرأته شعرت أنه بدأ وانتهى بسهولة ويُسر، وأنك قد استمتعت به أيضاً؛ لكنك إن أمعنت النظر قليلاً وجدته كتاباً متنوّعاً في الموضوعات والقضايا والأفكار التي يطرحها على عقلك وروحك، والفكرة ليست في وجود كل قضية وفكرة من تلك القضايا والأفكار المهمة والشائكة بين دفتي الكتاب؛ ولكن في الحكمة من الجمع بينها والعلاقة التي تجمعها والهدف الأكبر من ورائها.

    "رسالة إلى العقل العربي المسلم".. يا لها من مهمّة أن يقوم شخص ما بكتابة رسالة لأمة قوامها مليارات البشر، ينتمون لعشرات الجنسيات والأعراق والمذاهب. رسالة لأمة تمرّ بظروف تاريخية صعبة وحرجة، وتواجه العديد من المشاكل على كافة المستويات؛ بل تواجه تحدّياً في وجودها نفسه، إن لم يكن تحدياً في وجودها المادي؛ فهو تحدٍ في وجودها المعنوي في الأساس.

    إن د. حسان حتحوت مفكر إسلامي مصري كبير له وزن وإضافات قيّمة في مجال الفكر الإسلامي، وهو كذلك طبيب وعالم ورحّالة وداعية كبير؛ فتجد لديه خلفية متنوعة وثرية ورؤية ناضجة لا تتوافر إلا لقليلين، بما لديه من علم وخبرة كبيرة في الحياة؛ خاصة أنه كتبه وقد تعدّى عمره السبعين عاماً؛ فنجده وسطياً متفتحاً وداعياً للفهم والتأمل والتواصل؛ بعيداً عن التعصب والتسرع والقطيعة..


    واجب الوجود
    في أول فصول الكتاب، يطرح د. حتحوت قضية أو موضوعاً ربما قد يكون محسوماً لدى كثيرين؛ لكنه فيما يبدو قصد أن يطرحه في بداية الكتاب لاستثارة عقول القراء، وتذكيرهم بقضية خاملة في عقول الكثيرين منهم على أهميتها، وهي قضية وجودنا كبشر (لماذا نحن هنا؟ ماذا نفعل؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟)، والانتقال منها إلى قضية الإيمان بالله عز وجل.

    ويبدو أن د. حتحوت يرى أن الانطلاق من أفكار وأصول ثابتة هو السبيل للخوض في القضايا الفرعية الأخرى بشكل حقيقي ونافع، ويبدو أننا بالفعل -كعرب ومسلمين- نواجه أزمة وجود، نتخطاها في أحيان كثيرة، ونهتم بقضايا أخرى مهمة؛ لكن لا يصحّ الخوض فيها بدون الانتهاء من القضية الرئيسية ( الوجود).

    ويحكي الكاتب أنه حاول في شبابه أن يكون مُلحداً؛ لكنه لم يستطع استيعاب العالم بدون خالق له؛ فإذا كان لكل شيء صانع؛ فمَن الذي صنع الصانع الأول، وكان إيمانه بوجود الله عز وجل حتمياً ومنطقياً في النهاية.

    وإذا آمنّا بوجود الله -وهذا طبيعي- سنجد أنفسنا ننتقل إلى فكرة الحكمة من وجودنا، والمسئولية التي علينا والاختيار الذي مُنح إلينا في التصرّف في الحياة {لنبلوكم أيكم أحسن عملاً}، ومن يؤمن بالله حقاً، يحسّ أن الله لم يرد به إلا الخير؛ حتى إن لم يشرح له التفاصيل في كل حالة؛ وإلا ما فائدة الإيمان وحسن الثقة بالله؟

    وبما أن الله يريد بنا الخير؛ فمن المستحيل أن يساوي الله بين من يعيث في الأرض فساداً وبين من يعيش مجاهداً من أجل القضايا النبيلة ويموت من أجلها، لا يمكن أن يتساوى هؤلاء في الآخرة، ولا يمكن أن يكون الموت هو النهاية؛ وإلا أصبحت الأرض فوضى، ولما كان هناك ضمير وعدل وأخلاق.

    وهذه المسئولية هي الأمانة التي حملها الإنسان؛ فحياة الإنسان هي جهاد مستمر؛ والله خلقنا فسوّى أنفسنا، فألهمها فجورها وتقواها، وآتانا الهدى؛ لكنه ترك لنا الحرّية في الطاعة والعصيان "لا إكراه في الدين"، ولكن الله يحب لعباده أن ينجحوا في هذا الامتحان الدنيوي؛ فكانت التذكرة عن طريق الأنبياء والرسل.

    إذن الإيمان هو حتمية عقلية، يتماشى مع الفطرة السليمة والبصيرة الصافية، وهي الحقيقة التي يصل إليها كل عقل مخلص.. العقل.

    هنا يبدأ د. حتحوت كتابه بالدعوة لإعمال العقل في الأمور معتبراً التفكير العقلاني مخلّصاً لنا من كثير مما لحق بنا من تخلّف وتعصب وتراجع حضاري.


    "لو كانوا يعقلون"
    احترمت الشريعة الإسلامية العلم؛ فجعلته من مقاصدها الكلية الخمسة: وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل؛ فبالعقل كانت معرفتنا بالله، وهكذا كان أسلوب القرآن في الدعوة إلى الإيمان عقلياً، يتحدى العقل البشري بالنظر في نفسه وما حوله معدداً آيات الله؛ حيث يستحيل وجود كل هذا الخلق دون خالق.

    والعقل أحد مصادر التشريع بعد القرآن والسنة، وكان النشاط العقلي في إطار القرآن والسنة هو ما أثرانا بهذا التراث الفقهي الضخم؛ حتى جاء زمان خبا فيه العقل المسلم، وأغلق باب الاجتهاد، وأخذت الأمة في الانحدار.

    أول كلمات القرآن "اقرأ"، وأقسم الله بالقلم، وقال: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9]، {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} [العنكبوت: 20]، {وقل رب زدني علماً} [طه: 114].

    ولذا فإننا مدينون لعقولنا بأمرين: الأول أن نصونها، والثاني أن نستخدمها.. أما الصيانة بتحريم الخمر وما شابهها، وكفالة حرية التفكير لغاية حرية التدين {لا إكراه في الدين} [البقرة: 256].

    ومنع القهر والتسلّط وحرية البحث والوقاية من أسباب القلق والتنكيد والتنغيص.

    وأما استخدامها فهو (واجب شرعي)، التقصير فيه معصية كبيرة تقع تحت طائلة الآية الكريمة: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} [الأعراف: 179]

    وهذا يتعارض -إلى حد كبير- مع واقع أمتنا الآن من شيوع التخلف والرجعية وضيق الأفق وعدم الأخذ بأسباب العلم والخرافات وغيرها؛ فنحن أمة مشبوبة العاطفة مُسرفة فيها على حساب النظرة العقلية الفاحصة؛ بينما للنفس السوية ميزان تتعادل فيه كفتا العقل والعاطفة؛ فلا تطغى إحداهما على الأخرى.



    *******************************



    الإسلام أن يسلم الإنسان أمره لربه بالكلية بغير شريك أو بديل أو مُزاحم

    الإسلام دين الرحمة والتجدد
    الإسلام أن يسلم الإنسان أمره لربه بالكلية بغير شريك أو بديل أو مُزاحم، ولهذا يصف القرآن الأنبياء السابقين للرسول صلى الله عليه وسلم ومن اتبعوهم بأنهم مسلمون.

    الأصل والجوهر لرسالة الإسلام التي أتمها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي الرحمة والتراحم بين الناس، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء: 107].

    فنجد أُناساً كثيرين تبدأ معرفتهم بالإسلام من الأوامر والنواهي وحفظ الكتب والنصوص والأسانيد، وينسون بعد كل هذا الأساس، وهو الرحمة للعالمين.

    فمنهم القاسي والمتجهّم والغليظ، مع أن هذا ليس من الإسلام في شيء. ومنهم من يقوم بالعبادات والفروض على أكمل وجه؛ بل ويزيد فيها من صلاة وزكاة وحج ويقصرون الأمر على هذا بحسن نية؛ لأن الإسلام أشمل وأوسع من هذا، ببعدهم عن دورهم تجاه المجتمع والتقوقع في حالة التعبد الصرفة.

    ويوم يكفّ العقل البشري -متمثلاً في المجتهدين من فقهاء المسلمين- عن مواكبة العصر بمثل سرعته، في مجال استنباط الأحكام للجدائد والمحادثات؛ ولو لم يكن لها سوابق في كتب السابقين يرجع إليها؛ نكون قد حكمنا على الشريعة بالعُقم وبطلَت دعوانا بأن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان.

    ومن المؤسف أن نرى الكثيرين كلما جوبهوا بجديد، كان ردّ فعلهم الانكفاء على الكتب القديمة وهم يعلمون أنها كُتبت في زمن لم تكن قضايا العصر معلومة ولا متخيّلة فيه؛ فلماذا لا نفكر لأنفسنا كما فعلوا ونقطع حلقة الاعتماد على فكر الغير والإحجام والخوف أحياناً عن المجاهرة بفكرنا؟


    القرآن والسنة
    المصادر الرئيسية للتشريع والحكمة لدى المسلمين، لم يسلما أيضاً من سطحية استخدامهما، وعدم الاستنارة بروح النصوص إلى جانب النصوص نفسها، فتناول الجانب بعض الأفكار الرئيسية المتعلقة بهما، وأورد بعض الأمثلة لبعض الرؤى والأفكار التي ارتبطت بهما وهما منها براء..

    القرآن
    للقرآن معجزات لا يذهب أثرها مع الزمن، ومن هذه المعجزات:
    المعجزة البلاغية: وهي التي طالعت العرب أهل اللغة والخطاب أول نزول القرآن؛ فوقفوا أمامه مشدوهين، ويعجز عن الوعي بهذه المعجزة اليوم كل الناس إلا قليلين جداً ممن ألمّوا باللغة العربية إلماماً كاملاً وراقياً.

    معجزة المحتوى القرآني: المعجزة المعنوية التي مسّت قلوب الناس فغيّرتهم إلى طراز جديد من البشر.. المحتوى الذي غيّر المسلمين الأوائل من قوم جاهلية إلى قوم أخلاقهم القرآن، في قلوبهم ومعاملاتهم.. الأخلاق التي جعلت الناس في الأمصار التي فتحها المسلمون يدخلون الإسلام بطوعهم وإرادتهم بعد أن لمسوا معاملات المسلمين وجوهرهم النابع من تعاليم القرآن الكريم.

    الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: فقد حصلت البشرية في القرنين الأخيرين على علم أكثر مما حصلت عليه طوال تاريخها، وهو ما حدا بالكثيرين من علماء الغرب للإعلان أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من صنع بشر.. إن في القرآن ذكراً لحقائق علمية ثابتة لم تعلم بها الإنسانية إلا من بعد نزوله بقرون طوال، ومُحال أن تكون في علم "محمد" أو أحد من معاصريه.. والتفسير الوحيد هو أن القرآن هو من عند الله وليس قول بشر، وهذا لا يعني أن القرآن كتاب في العلوم، والذي يريد أن يستزيد من العلوم فعليه بالبحث والتعلّم، وألا يكتفي بالتهليل والتصفيق كلما صادف جديداً من العلم مصداقه أو الإشارة إليه في القرآن الكريم.

    ويعلق د. حتحوت على فكرة صلة المسلمين بالقرآن من حيث كونه مصدراً للحسنات (كل حرف بحسنة) والحسنة بعشر أمثالها وهكذا فقط؛ وإنما هذا شيء مقصود به الترغيب والوصول للدرجة التالية وهي فهمه وتدبّره {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24]، وهذا بدوره يؤدي للمرحلة الأهم وهي التنفيذ؛ فالقرآن منهاج عمل وصياغة حياة للفرد وللجماعة وللبشرية جمعاء {إن هذا القرآن يهدي للتي هى أقوم}؛ فلا يصحّ التعامل مع القرآن على أنه كتاب للبركة نضعه في السيارات والمناضد الرخامية؛ بل علينا أن نتعدى هذا لفكرة التواصل مع مضمونه في حياتنا العادية.

    السنة الشريفة
    نظلم أنفسنا كثيراً بسطحية تطبيق السنة الشريفة وعدم إعمال العقل فيها؛ فليس التأسي بالنبي بزيٍّ نلبسه أو طعام نأكله وحسب؛ فهذا تطبيق ساذج للسنة، لا ينفع وقد يضر، مثل الزواج بأكثر من زوجة بحجة تطبيق السنة، في بلاد يمنع فيها القانون تعدد الزوجات، وهنا لا يجيز العلماء هذا الزواج المتعدد؛ لأن من شأنه وجود زيجات لا يعلم عنها القانون شيئاً، وبالتالي إمكانية ضياع حقوق بعض الزوجات.

    وهو نفسه -عليه الصلاة والسلام- قد نبّهنا إلى ما أتانا به بصفته نبياً وقال إنه من الدين؛ فهذا هو المُلزم الذي يُفرض علينا اتباعه، وفي غير ذلك فإنه يقول: "إنما أنا بشر مثلكم"؛ فعندما وضع الخطة العسكرية لمعركة بدر جاءه "معاذ بن جبل" يسأل: "أمنزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟" فلما تبين أنه اجتهاد شخصي من الرسول لم يتردد في اقتراح خطة بديلة يراها أكفل للنصر، ولم يتردد الرسول في قبولها "أنتم أعلم بأمور دنياكم".

    إن التأسي بالرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يتأتى إلا إذا عرفناه، وما زال الكثيرون منا في حاجة إلى أن يزدادوا معرفة بالرسول، شخصيته ونفسيته والخلفية التي يصدر عنها، وبغير ذلك ستظلّ الأسوة سطحية لا عُمق لها، ومظهرية لا تتصل بجوهر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بُعث رحمة وتسامحاً ومحبة.

    الرجل والمرأة والأسرة.. مجتمع مسلم متوازن
    آدم وحواء.. العلاقة الأبدية بين طرفي الجنس البشري، ميّزهما الله بصفات ومزايا لكل منهما من أجل حياة متكاملة ومتوازنة على الأرض، وتأتي الحضارة المدنية لتغيّر الكثير في علاقتهما ونظرة كل منهما للآخر؛ فنجد من يثور على طبيعته ويطالب بما لا يناسبه ويناسب رسالته؛ فتختل طبيعة المجتمع، وتنهار قيمة الأسرة، التي هي أساس المجتمع، مع أن ديننا الحنيف حفظ لكل طرف حقوقه وواجباته وقدره.

    والمرأة في الإسلام لها قدر جليل لا يصعب إدراكه على كل ذي عينين؛ فكان أول من أسلم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة زوجته، وأول من استشهد من المسلمين كانت "سمية" أم "عمار بن ياسر"، وظلّت المرأة تساعد الرجل وتدعمه وتُكمل دوره؛ فلقد حاربن مع الرجال مثل "نسيبة بنت كعب" في غزوة أحد، وكنّ يقلن آراءهن، فأقرّ "عمر بن الخطاب" ذات مرة ما فعلته امرأة حين عدلت عليه، وكانت أصح منه، أمام الناس، وللمرأة جميع الحقوق في اختيار الزوج، وفي التعلّم والعمل والمواريث وغيرها.

    صحيح أن الإسلام جعل الرجال قوامين على النساء، وجعل لهم عليهن درجة؛ لكنّ للأمر شروطاً، حتى يكون للحياة نظام.

    والأسرة وحدة المجتمع الإسلامي؛ لا الرجل وحده ولا المرأة وحدها.. والإسلام يحض على الزواج ويأبى الرهبانية، والنبي يقول "الزواج سنتي؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني"؛ بل جعله الله من آياته {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم: 21]. وإذا كان الزوج رأس البيت؛ فالزوجة قلبه وكل منهما يؤدي وظيفة حيوية لا يُستغنى عنها، فما يجوز أن تدبّ بينهما المنافسة أو الصراع أو تنشب معركة ليُثبت فيها كل منهما نفسه، كما شاع في المجتمعات الغربية في تاريخها الحديث فأفضى ذلك إلى القطيعة والانهيار بين طرفي المجتمع.

    والمرأة مكافئة للرجل ولا يعني هذا أنهما مثيلان متطابقان؛ وإلا انتفت الحكمة من خلق الإنسان ذكراً وأنثى؛ فالرجل بما أودعه الله من قوة يجب أن يقوم على حاجات زوجته وأسرته؛ فهو إذن قوّام عليها؛ لأن طبيعتها ووظيفتها تُحوجانها عادة لمن تعتمد عليه في ذلك خشية أن تضطر للتقصير في حصتها من توزيع العمل.

    وليس للرجل من طبيعته ولا وظيفته ما يحمله على القعود؛ فهو المنوط بتحصيل الرزق والإنفاق على الأسرة، وهذه هي الدرجة التي جُعلت للرجال على النساء؛ ومن أجل ذلك كان للرجل في الميراث نصيب مضاعف؛ لأنه مسئول عن الإنفاق على زوجته وأخته -إن احتاجت- وهي مسئولية من جانب واحد.



    *******************************



    الجينوم البشري.. من أكبر الطفرات العلمية في التاريخ البشري

    بين الشرع والطب: مسائل حياتية

    هذا الفصل من أكثر فصول الكتاب تشويقاً وخصوصية؛ ربما لكونه يدور حول قضايا ومواضيع، مؤلف الكتاب أحد المتخصصين والباحثين فيها منذ زمن (العلاقة بين الشرع والطب).. تلك العلاقة المهمة التي أضرّ بها ندرة المتخصصين والعارفين بالجانبين في نفس الوقت، إلى جانب السرعة الرهيبة في تطوّر الطب وتطبيقاته على البشر، وقلة الإسهامات الفكرية والفقهية في الموضوع، الذي يلقي عليه د. حتحوت هنا بعض الضوء.



    وعلى الرغم من هذا القصور الحاصل؛ إلا أن الآراء التي يُدلي بها العلماء المسلمون في تلك القضايا، تحظى بقبول وإعجاب من المتخصصين خارج العالم الإسلامي؛ هذا لأن الإسلام يحوي قواعد وشروطاً لا تقبل النقاش فيما يتعلق بحُرمة الجسم البشري وقيمة الحياة عموماً.



    وقد أورد المؤلف العديد من أمثلة القضايا الطبية التي لا زال العالم حائراً بشأنها، مثل منع الحمل والإجهاض وعلاج العقم، وزراعة ونقل الأعضاء، وقتل الرحم، والاستنساخ، والهندسة الوراثية وغيرها، كما قدم بعض الاجتهادات والملاحظات المهمة بخصوصها.. ونعرض هنا لبعضها.



    الإجهاض:
    حرمة الحياة الإنسانية محسومة في الإسلام لقوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} [المائدة: 32]؛ لكن الاختلاف كان على سؤال: متى تدبّ الحياة في الجنين، وخصوصاً أن مسألة نفخ الروح أمر غيبي لا يعلمه إلا الله {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} [الإسراء: 85].. وفي هذا آراء فقهية كثيرة لا يتسع المجال هنا لإيضاحها.



    على أن هناك مبيحات شرعية لإجراء الإجهاض، كأن يكون لدى الحامل مرض يسبب الحمل تفاقمه فيهدد حياتها، أو أن يكون من المؤكد أن الجنين به تشوّهات أو عيوب خلقية خطيرة، والله أعلم.



    الجينوم البشري:
    هو من أكبر الطفرات العلمية في التاريخ البشري، والذي لم يتضح بعد أثره مستقبلاً على الحضارة الإنسانية، وهو ما يتطلب إسهاماً حقيقياً من علماء المسلمين..


    ويشرح د. حتحوت أن في جسم الإنسان عدة تريليونات من الخلايا في كل، منها 46 كروموزوم، ينتظم بها نحو مائة ألف جين؛ مؤلّفة من نحو 3 بلايين من القواعد الأمينية التي يقصد العلماء قراءتها وترتيبها كما هي، واكتشاف المعيب منها واستيفاء المعلومات الجينية التي لو كتبت لملأت 10 مجلدات، كل منها أكبر من دفتر التليفون، بما يُطلق عليه مشروع الجينوم البشري.


    ويعد هذا المشروع باكتشاف أمراض وعلاجات جديدة، يستعصي علاجها بالطرق التقليدية، وهي معرفة -في حال إنجازها- سيكون لها تأثير غير معلوم على البشرية؛ فما شعور أحدهم إن علم أنه سيموت في حدود سنّ الأربعين؟ ما شعوره تجاه الحياة؟ وما موقف شركات التأمين وأرباب العمل؟ وغيرها من الأسئلة، مع أن هذه التوقعات قد لا تكون حاسمة.


    وماذا أيضاً عن إمكانية طلب سمات معينة في المواليد الجدد مثل طول القامة؛ بحيث تصبح الأقلية غير طويلة القامة، غير سوية، وتتعرض للتمييز العنصري؟! ويصبح الإنسان كمن "يُصنّع" عمولة، والتميز لمن يدفع أكثر؟


    الاستنساخ البشري:
    بدأ تطبيق تقنية الاستنساخ عام 1997 باستنساخ النعجة "دوللي" في اسكتلندا من نعجة أخذت منها خلية من ضرعها واستخرجت نواة هذه الخلية فأُودعت بيضة منزوعة النواة ثم أُودعت وهي جنين رحماً آخر لتنمو فيه حتى ولدت. ولم تولد من ذكر وأنثى؛ وإنما خلقت من خلية جسدية من جسد واحد.


    نفس التقنية يمكن استخدامها في الإنسان؛ فخلية من ذكر واحد ستُفضي إلى نسخة طبق الأصل منه، وخلية من أنثى ستُفضي إلى نسخة منها، ولا حدّ لعدد النسخ التي يمكن تخليقها تماماً كآلة النسخ بالنسبة للصفحة المنسوخة.


    وبالرغم من أن هذه التجربة على الإنسان لا زالت محظورة في العالم، لحين دراسة مدى تأثيرها ونتائجها؛ إلا أنه في حال تنفيذها قد تُفضي إلى مشاكل عديدة. في الأحوال العائلية والأسرية مثل الميراث والنسب والمشاعر بين الناس.



    *******************************



    العصابات الصهيونية ارتكبت الكثير من الجرائم البشعة ضد الفلسطينيين العُزّل

    لا تُصالح

    في مؤتمر "بازل" في سويسرا عام 1895 كشف "تيودور هرتزل" الستار عن مشروع إقامة دولة يهودية مستقلة، ولم تكن فلسطين هي المرشّحة لهذا في البداية؛ فقد حاول "هرتزل" الحصول على مكان في موزمبيق ثم في الكونجو، وكذلك رُشحت الأرجنتين وقبرص وسيناء، وأوغندا؛ ولكن "هرتزل" أصيب بخيبة أمل كبيرة؛ لأن اليهود في العالم لم ترق لهم فكرة دولة يهودية سياسية، سواء لأسباب أيديولوجية أو لأنهم كانوا عديمي الرغبة في النزوح عن البلاد التي استقروا فيها.



    وإزاء هذا، فكّر "هرتزل" في طريقة يواجه بها هذا الوضع؛ فاستخدم عامل الدين، ورأى أن فلسطين هي المكان الوحيد المناسب للدولة الجديدة، باختراع حقيّن لليهود في فلسطين، ثبت عدم صحتهما:



    - الحق الأول هو الحق التاريخي، والواقع أن اليهود فعلاً عاشوا في هذه المنطقة بضع مئات من السنين؛ ولكن التاريخ يسجّل أنهم عندما ذهبوا إلى تلك البلاد لم يجدوها فارغة، وعندما رحلوا عنها لم يتركوها فارغة، لقد سكن هذه المنطقة أهلها الفلسطينيون المذكورون في التوراة، وما زالوا فيها إلى الآن، إذن الحق التاريخي لا يقوم على أساس بل هو تزييف تاريخي.



    - الادعاء الثاني هو الحق الديني، المبني على عهد الله لإبراهيم عليه السلام فيما تقول التوراة التي بين أيديهم: "لك ولبذرتك (ذريتك) أعطي هذه الأرض من نهر النيل إلى نهر الفرات العظيم"، وهم بذلك يعتقدون أنهم وحدهم من نسل إبراهيم لأنهم من نسل ابنه "يعقوب"، ويتجاهلون ذرية إبراهيم من أبناء إسماعيل الذي ذُكر في التوراة على أنه ابن إبراهيم في مرات عدة، وينهار الادّعاء الديني ولا يجد اليهود جواباً.



    - ويحكي د. حتحوت قصة الصراع العربي الإسرائيلي الطويلة المليئة بالحروب والخيانات والبطولات. والتي من أهم محطاتها "وعد بلفور" -وزير الخارجية البريطاني عام 1917- وهو الوعد البريطاني لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ومن ساعتها بدأ الكفاح العربي بكل أشكاله ضد الوجود الصهيوني على الأرض العربية، والتي شهد مؤلف الكتاب فصولاً منها أثناء عمله كطبيب داخل الأرض الفلسطينية عام 1948، ويروي جانباً من البشاعات والجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين العُزّل من رجال وأطفال ونساء وعجائز، والمستمرة للأسف إلى اليوم.



    ويؤكد أن هناك أموراً لا يجب أن تغيب عن خاطر الدول العربية أو المفاوض العربي، في غمرة السعي إلى السلام ولا ينبغي أن ننسى أن هناك ثوابت استراتيجية مستقرة في سياسة إسرائيل:



    فهي أولاً "استعمار إحلالي" يرسم أن يتخلص من الفلسطينيين إن استطاع، وهو لا يحاول التخلص من العرب بالتهجير أو الاضطرار إليه أو هدم البيوت أو الجغرافيا فقط؛ بل يجلب مزيداً من اليهود من أنحاء العالم، ليحلّوا محل العمالة الفلسطينية، مثلما صرح البروفيسور الإسرائيلي "بن زين دينور" بأنه (ليس في بلادنا متّسع لشعبين).



    كما أنه استعمار توسّعي؛ فما زالت خريطة "من النيل إلى الفرات" في الكنيست والخطان الأزرقان في أعلى وأسفل العلم الإسرائيلي يرمزان للنيل والفرات.



    وهو استعمار عنصري كما يعرف أي طفل، حتى في داخل إسرائيل نفسها باضطهاد اليهود الأوروبيين "الأشكيناز" عن اليهود الشرقيين "السيفارديم"، ويعتبرون اليهود الأثيوبيين "الفلاشا" حثالة المجتمع الذين يعيشون واقعاً في غاية السوء.



    ماذا علينا أن نفعل؟

    وبعدُ.. ما الذي نستطيع فعله بدلاً من الشعور بالعجز والضياع؟
    ألا نقبل الهزيمة في نفوسنا، مهما كانت أوضاعنا سيئة؛ فهزيمة القلوب هي الهزيمة الحقيقية، أما باقي الهزائم فيمكن تعويضها.

    أن نستطيع النظر إلى أنفسنا وقراءتها بوضوح.. وهذا يحدث بالإجابة عن سؤالين محددين:

    السؤال الأول: هل لنا حقوق؟ والإجابة واضحة وسهلة: نعم لنا حقوق.



    والسؤال الثاني: هل نستحق هذه الحقوق؟ وهنا لا تكون الإجابة مواتية بمثل هذه السهولة؛ فالإنسان إذا لم يستحق حقوقه فإن العدالة تأبى عليه أن ينالها، وتظلّ سنة الله في هذه الصراعات أن ينال كلٌ ما يستحق؛ فإنّ نصْر الله قائم ينتظر أن يتنزل على الذين يستحقونه، إن الذين يتحمّسون للقضية الفلسطينية وهم على حالهم من الخواء الروحي والقصور الإسلامي والتساهل الأخلاقي يحاولون الوثوب إلى القطار من منتصف الطريق؛ لكن القطار لا يفتح أبوابه إلا في محطة القيام ومكانها القلب.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 13, 2024 9:21 am