يحرص كثير من المسلمين على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.. للتفرغ لعبادة الله عز وجل والفوز بليلة القدر.. فالاعتكاف مدرسة لتدريب النفس على طاعة الله.. ولكن البعض يرتكب بعض الأخطاء التي تخالف مقصود الشرع من الاعتكاف.
وعن الاعتكاف وشروطه وآدابه يقول الشيخ أحمد ترك إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية: الاعتكاف هو لزوم المسجد.. وأن يمكث فيه المسلم بنيه التقرب إلي الله تعالي.. وهو سنة مؤكدة في العشر الأواخر من رمضان ومستحب في غيره.. والنبي صلي الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان.. فقد روي البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم (كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر) أي تفرغ للعبادة.. ونأخذ من هذا الحديث أنه علي المسلم أن يشارك معه أهله زوجته وأولاده وأصحابه ويقودهم للمسجد للعبادة.
وأضاف: المسلم يرجو من وراء اعتكافه صفاء الروح ونقاء القلب وتحصيل ثواب الله في العبادة والتماس ليلة القدر والاستعداد لقيامها وإحيائها بالعبادة وذلك لعظم فضل هذه الليلة.. وليلة القدر كما أخبرنا الله عز وجل في سورة القدر أن من قامها كمن قام لله أكثر من ألف شهر قال تعالي ليلة القدر خير من ألف شهر)..وقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أنها في العشر الأواخر من رمضان لقوله صلي الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر من رمضان).
وأوضح أن الاعتكاف مدرسة لطاعة الله.. فلذلك يجب أن يحافظ المعتكف على الصلاة في وقتها ويحافظ علي صلاة التراويح والسنن الراتبة وقراءة القرآن والاستغفار والتسبيح.. فذلك أدعي لرقة القلب وخشوع النفس وحفظ الوقت والبعد عن الإثم.
ويمكن للمعتكف أن يقرأ ويتعلم بعض كتب العلم.. وللطالب أن يستذكر دروسه أثناء الاعتكاف وهذا جزء من العبادة.. وطالب المعتكف بأن يراعي حرمة المسجد الذي يعتكف فيه وأن يستشعر أنه في ضيافة الله عز وجل لم يأت للدنيا ولم يأت للهو ولا للعب فإذا دخل بيت الله جلس بسكينة ووقار.. فلا يعلو صوته بالمسجد ويحافظ على نظافته من بقايا الطعام ولا يلقي بالقاذورات بالمسجد حتى لا يؤذي المصلين أما إذا انتهك حرمة المسجد وحرمة بيت الله فقد ارتكب محظورا ومعصية كبيرة.. وعليه أن يتوب إلى الله تعالي منها.
وطالب المعتكفين بألا يتجاوزوا حد الاعتدال في المأكل والمشرب.. فكثرة الأكل أمر مخالف لمقصود الاعتكاف ومخالف لهدي النبي صلي الله عليه وسلم فقد كان صلي الله عليه وسلم في رمضان يتقوت علي القليل من التمر والماء والزاد.. والمعتكف الذي يتناول طعامه بنهم لا يستطيع أن يصل إلي درجة عالية من الصفاء والقرب من الله.. ولابد أن يعتدل في مأكله ومشربه حتي يخشع في صلاته ويكون من الله تعالي أقرب.
وأوضح أنه يستحب للمعتكف ألا ينشغل بشيء غير العبادة ذلك أن بعض المعتكفين ينشغلون أثناء اعتكافهم بالقيل والقال وربما يقعون في بعض الأخطاء كالغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس.. مما يجعلهم يحرمون من الخير الكثير في هذه الأيام.. فهذا يخالف مقصود الشرع من الاعتكاف ولذلك تجد البعض يدخل في اعتكافه ويخرج كأنه لم يتغير منه شيء.. فالمعتكف يجب أن يستثمر وقته في العبادة ويستغل وقته بطاعة الله فإما تراه قائما يصلي أو جالسا يتلو كتاب الله أو يسبح أو يستغفر.. فالمعتكف يجب أن يكون حريصا علي ألا تمر لحظة في هذه الأيام بدون طاعة.. حتى ينال العفو والمغفرة في هذه الليلة فالإنسان إذا لم يغفر له في هذه الليلة فمتي سيغفر له..وإذا لم يقبل علي الله في هذه الليلة فمتي سيقبل عليه.
المصدر: صحيفة الاهرام